الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده الذي اصطفى أما بعد:-
لا شك أن التعامل الرجل مع المرأة وارد ؛ وأنه لابد من التوضيح فيه ليكون الموضوع في محله
التعامل مع المرأة بواحد من ثلاث
1) التعامل معها وكأنها مرأة : وأن المرأة ضعيفة وخلقت من ضلع أعوج فيرفق
عليها ويتساهل معها في بعض الأمور ؛فالتعامل معها يحتاج إلى التعامل بحكمة
ورفق
2)التعامل معها كأنها أميرة : للأسف بعض الرجال يخاف من زوجته بسبب ضعف شخصيته مما يعاملها وكأنها
أميرة عليه يفعل لها ما يرضيها
3) التعامل معها وكأنها خادمة : للأسف بعض الرجال متسلط يحب يتعامل مع زوجته وكأنها خادم في البيت
تلبي ما يريد ويستخدم معها القوة المفرطة في حالة عدم الانصياع لما يريد
الحمد لله وبعد:- لماذا سلط الله هؤلاء الطغاة علينا ؟؟!!
الجواب باختصار تام
طغاة حكام العرب سلطهم اللهعلينا
لعدة اسباب منها :- 1) بسبب بعدنا عن المنهج الحق ؛ و حالنا مع بعضنا البعض من فساد ظاهر؛ مما وجد لنا حكاماً ظلمة فجرة (( وكما تكونوا يولى عليكم ))
2) ابتلاء وتمحيص للمؤمنين في هذه المحن ؛ فقد تعرض الدعاة إلى الخير والحق
للمضايقات والتهم وأمور لا يعلمها إلا الله.
3) التقصير في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي الحديث :[لتأمرون بالمعروف
ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن ينـزل عليكم عذاباً من عنده ثم تدعونه فلا
يستجيب لكم] 4) بسبب الفساد في المعاملات التجارية فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس ؟ وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوها : .... ذكرك منها : وما بخس قوم المكيال والميزان ؛ إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ....) صحيح الترغيب للشيخ الألباني
5) اهتمام الناس بالدنيا دون النظر للحرية والكرامة والحقوق ففي الحديث :[تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميلة، تعس عبد الخميصة،
إن أعطي رضي وإن منع غضب، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش] هذا الحديث يصب في
واقعنا المؤلم ؛ فمن التعاسة التي اصابتنا الحكم الظالم المبني على الفساد وتضييع الحقوق وغلاء الاسعار و قمع الحريات وتعبيد الناس واستصغارهم والسبب نحن (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
6) تعطيل شرع الله في حياتنا عملاً ومنهجاً ؛ وفي الحديث (وما عطلوا كتاب الله وسنة نبيه ؛ إلا جعل الله بأسهم بينهم ) فهذه العداوة بين الحاكم والمحكوم جاءت من تفريط الجلي من العمل باحكام كتاب الله وسنة نبيه صلى لله عليه وسلم ؛ قال تعالى :(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)
7-الإيمان بحشر الناس بعدم يبعثون من قبورهم إلى
الموقف
8-الإيمان بأن دار المؤمنين وماواهم الجنة ودار
الكافرين وماواهم النار
9-الإيمان بوجوب محبة الله عزوجل
10-الإيمان بوجوب الخوف من الله عزوجل
11-الإيمان بوجوب الرجاء من الله عزوجل
12-الإيمان بوجوب التوكل على الله عزوجل
13-الإيمان بوجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم
14-الإيمان بوجوب تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم
وتبجيله وتوقيره
15-شح المرء بدينه حتى يكون القذف في النار أحب
إليه من الكفر
16-طلب العلم وهو معرفة الباري تعالى وما جاء من
عند الله عزوجل وعلم النبوة وما يميز به النبي صلى الله عليه وسلم من غيره وعلم
أحكام الله تعالى وأقضيته ومعرفة ما تطلب الأحكام منه كالكتاب والسنة والقياس
وشروط الاجتهاد.
17-نشر العلم.
18-تعظيم القرآن المجيد بتعلمه وتعليمه وحفظ حدوده
وأحكامه وعلم حلاله وحرامه وتبجيل أهله وحفاظه واستشعار ما يهيج إلى البكاء من
مواعيده الله ووعيده.
19-الطهارات.
20-الصلوات الخمس
21-الزكاة
22-الصيام
23-الاعتكاف
24-الحج
25-الجهاد
26-المرابطة في سبيل الله
27-الثبات للعدو وترك الفرار من الزحف
28-اذاء الخمس من المغانم إلى الإمام أو عامله
29-العتق بوجه التقرب إلى الله
30-الكفارات الواجبات بالجنايات
31-الإيفاء بالعقود
32-تعدد نعم الله عزوجل الله وما يجب عليها من
الشكر
33-حفظ اللسان عما لايحتاج إليه ويدخل فيه الكذب
والغيبة والنميمة والفحش
34-الأمانات وما يجب فيها من ادائها إلى اهلها
35-تحريم قتل النفس والجنايات عليها
36-تحريم الفروج وما يجب ففيها من تعفف
37-قبض اليد عن الاموال وما يدخل فيها تحريم السرقة
وقطع الطريق واكل الرشأ وأكل ما لايستحق شرعاً.
38-وجوب التورع في المطاعم والمشارب واجتناب مالا
يحل
39-تحريم الملابس والزي
40-تحريم الملاعب والملاهي المخالفة للشريعة
41-الاقتصاد في النفقة وتحريم أكل المال الباطل
42-ترك الغلل والحسد
43-تحريم أعراض الناس ومايجب من ترك الوقيعة فيها
44-إخلاص العمل لله عزوجل وترك الرياء
45-السرور بالحسنة والاغتمام بالسيئة
46-معالجة كل ذئب بالتوبة
47-القرابين وجملتها الهدي والاضحية والعقيقة
48-طاعة أولي الأمر
49-التمسك بما عليه الجماعة
50-الحكم بين الناس بالعدل
51-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
52-التعاون على البر والتقوى
53-الحياء
54-برالوالدين
55-صلة الرحم وحقيقته
56-حسن الخلق
57-الإحسان على المماليك
58-حق سادة على المماليك
59-حقوق الأولاد والاهلين وهي قيام الرجل على ولده
وأهله وتعليمه إياهم من أمور دينهم مايحتاجون إليه.
60-مقاربة
أهل الدين ومودتهم وإفشاء السلام بينهم والمصافحة لهم وغير ذلك من اسباب تأكيد
المودة.
61-رد السلام
62-عيادة المريض
63-الصلاة على من مات من أهل القبلة
64-تشميت العاطس
65-في مباعدة الكفار والفاسدين والغلظة عليهم
66-إكرام الجار
67-إكرام الضيف
68-الستر على أصحاب الذنوب
69-الصبر على المصائب وعما تنزع النفس إليه من لذة
الشهوة
70-الزهد وقصر الامل
71-الغيرة وترك ألذاذه
72-الإغراض عن اللغو
73-الجود والسخاء
74-رحم الصغير وتوقير الكبير
75-إصلاح ذات البين
76.أن
يحب الرجل لاخيه المسلم ما يحب لنفسه ويدخل فيه إماطة الأذى عن الطريق
الحمد لله وبعد:-
بلا مقدمات فالوقت أقصر وأنا أبحث على الشبكة العنكوبتية عن هذا الموضوع لم أجد سوى القليل من المواضيع
لذا وجدت موضوع في المنهج اليمني السلفي عن الولاء والبراء وأخذته بعقلي وما حوى
قام بهذا العمل أخوكم :أبوسعيد العباسي
الولاء والبراء
معنى الولاء والبراء الولاء
:هو حب الله تعالى وامتثال أوامره واجتناب نواهيه ،
وحب الرسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع ما جاء به، والدفاع عنه،وحب
المؤمنين والقرب منهم بمودتهم ،وإعانتهم، ومناصرتهم على أعدائهم قال تعالى:[إنما
وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم
راكعون(55)ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون(56)] البراء:
هو البعد والخلاص من الشرك والكفر، ببغضهما، والحرص
على عدم الوقوع فيهما ،وعدم اتباع الكفار والمنافقين والمحاربين لله
ولرسوله وللمؤمنين أومناصرتهم والوقوف معهم ضد المسلمين بقول أو فعل قال
تعالى :[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا
عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ
وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ
وَإِيَّاكُمْ ...]
وقال تعالى :[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا
الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ]
أهمية الولاء والبراء في الإسلام :
يجب على كل مسلم ان يقتصرولاءه لله ولرسوله وللمؤمنين ،لأن الولاء البراء
ركيزة من ركائز الإيمان، ومقتض من مقتضياته ،إذ لا يكتمل إيمان المسلم حتى
يلتزم بجانب الموالاة والمعادة في الله ولله ،وما يستلزم ذلك ممن مناصرة
المؤمنين ، والدفاع عن حقوقهم وأوطانهم ،ومقدساتهم ،وعدم خذلانهم في أي
موقف تجب فيه تجب فيه النصرة ،وعدم تسليم الى خصومهم من الكفار،ومن
مستلزمات الولاء : البراء من الشرك والكفر والنفاق ، اجتناب مناصرة
الكافرين ومداهنتهم والتغاضي عما يقومون به من أعمال حربية ،قال تعالى:[ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى
أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ
فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ]
وقال تعالى:[ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ
مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ
فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ
اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِير]
وقال صلى الله عليه وسلم ))من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان)) رواه أبو داود عن أما مة رضي الله عنه
ولن يجد المؤمن طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصدقته وصيامه حتى يكون حبه
وولاؤه لله ولرسوله وللمؤمنين ،فدل هذا على أن الموالاة غير الله ،مثل
الولاء للقبيلة والعشيرة والأرض والرحم وغير ذلك من الأمور عندما يتعارض مع
الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين ، يضر بصاحبه ويورده موارد الهلاك، والولاء
والبراء – بهذا المفهوم – يجعلان من المجتمع المسلم مجتمعاً مترابطاً
متعاضداً يؤدي رسالة الله ويسعى في تحقيقها ، وهو في الوقت نفسه مجتع مستقل
عن مجتمع الكفر ، لا يخضع لهم بالتبعية ،ولايدين لهم بسلطان ،من غير أن
يمنعه ذلك من الإحسان إلى غير المسلمين ،والبر بهم ما داموا غير محابين
للمسلمين قال تعالى:[ لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ
يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ
تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُقْسِطِينَ ]
فيجب على الإمة العمل على تفعيل هاتين الفريضتين والعمل بها حتى تتحقق
لأمة الإسلامية سيادتها وأخواتها فلا تدين بالولاء إلا لله ولرسوله
وللمؤمنين ، ولاتعادي إلا من حاد الله ورسوله وتنكب سبيل المؤمنين ، ووقف
في وجههم معادياً و محارباً.
مقتضيات الولاء والبراء
للولاء والبراء مقتضيات منها:
1- المحبة لله ورسوله والمؤمنين .
ومحبة لله تعالى تكون بشعور المسلم أن الله أحب إلى قلبه من نفسه وولده
ووالده وماله والناس أجمعين، ويتجسد هذا الحب في إعلان العبودية لله وحده
لاشريك له
واليقين بأنه سبحان الخالق الرازق المحي المميت الضار النافع ،وأنه ليس
كمثله شيء ،كما يقضى هذا الحب لله تعالى باتباع أوامره واجتناب نواهيه ،وحب
من يحب الله ،وبغض من يبغضه.
ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ،تكون بالإيمان به، وبطاعته بالكيفية التي حددها دون زيادة أو نقصان قال تعالى:[ قُلْ
إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ
وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ
كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ
اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ]
ومحبة المؤمنين تكون بودهم ، وتقديرهم ،وخلو القلب من حسدهم والحقد عليهم
فلا يكيد لهم ،ولايعتدي عليهم، بل يحب لهم الخير كما يحبه لنفسه ،ويكره
الشر كما يكرهه لنفسه ،
قال تعالى:[ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء
بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ
وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ
حَكِيمٌ ]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[ ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لايحبه إلا لله ،
وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار]رواه البخاري عن أنس
وعلى ذلك :يجب على المسلم كراهية الكفر والشرك بالله تعالى، وعدم اتباع أي
منهج يخالف منهج الله ورسوله أو طريقة تخالف ما كان عليه رسول الله وأن
يبرأ من كل محبة وولاء لأعداء الله ،وأعداء رسوله والمؤمنين ،وأن كانوا
أقرب الأقربين له. قال تعالى:[
لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ
كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ
عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ]
2- النصرة والتأييد لله ولرسوله وللمؤمنين
وهي من أهم صور الولاء والبراء ،وتكون نصرة الله بالدفاع عن الإسلام
والوقوف أمام كل من يريد النيل منه ،أو يمنع انتشاره بين الناس،أو يمنع
تلاوة القرآن والعمل به وتعليمه للناس، كما تكون بالابتعاد عن المجالس التي
يخوض أصحابها في الباطل ، وينالون من الله ومن كتابه ورسوله، قال تعالى:[ وَقَدْ
نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ
يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى
يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ
جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ]
وإذا لم يقم المسلم بواجب الدفاع عن كتاب الله ، أو بقي في المجالس التي
يستهزئ الموجودون فيها بالله وبكتابه أو رسوله فإن ذلك خطر عظيم ، كما قال
تعالى:[ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ]
ونصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تكون بتصديق ما جاء به ، والدفاع عنه والعمل بمقتضاه ونشر بين الناس ،قال تعالى:[ وَالَّذِينَ
آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ
آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم
مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ]
ونصرة محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان به أوجبهما الله على النبين والمرسلين قبل أن يوجبهما على المسلمين ،قال تعالى:[ وَإِذْ
أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ
وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ
لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ
عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا
مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ]
ونصرة المسلمين تكون بمؤازرتهم ، والوقوف معهم في مصائبهم ،وعدم خذلانهم
باي صورة من الصور ،أو إفشاء أسرارهم ، وإزالة الظلم عنهم ،ومد يد العون لهم ،قال تعالى :[ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ.... ]
وقال صلى الله عليه وسلم:[ انصر أخاك ظالماً او مظلوماً ، قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً؟ قال :تأخذ فوق يديه
] رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه أي تمنعه من الظلم ، ولايجوز نصرة
الكافرين وتأييدهم على المسلمين ، أو إعانتهم عليهم ،قال تعالى:[ تَرَى
كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا
قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي
الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ
وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ] وقال صلى الله عليه وسلم :[ المسلم أخو المسلم ،لايظلمه ، ولايخذله ، ولايحقره]
رواه الستة واللفظ لمسلم عن أنس رضي الله عنه
كما أن من مقتضيات البراء من الكفار الذين يحاربون المسلمين سياسياً
واقتصادياً وعسكرياً وثقافياُ وغير ذلك: مقاطعة بضائعهم وعدم الاعتماد
عليهم والركون إليهم ، وعدم تقليدهم في كل ما يحل حراماً أو يحرم حلالاً
في أعمالهم وأخلاقهم وعاداتهم، فتقليدهم في هذه الصفات يدل على استحسان
ماهم عليه والإعجاب بهم
قال تعالى:[ ولاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لاتنصرون ] وقال صلى الله عليه وسلم :[ من تشبه بقوم منهم ] رواه أبوداود عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
أما الذين بيننا وبينهم عهد وميثاق وليسوا محاربين لنا فإننا نتعامل معهم بحدود
مصلحة الإسلام والمسلمين التي نفعنا .قال تعالى [ لا
يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا
إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ]
وكذلك تقليدهم فيما فيه مصلحة للإسلام و المسلمين، فلا يدخل في أمور الولاء
والبراء ،بل يجب على المسلم الأخذ به، مثل تقليدهم بالصناعة والزراعة
والتجارة وغيرها من الأمور المفيدة للمسلمين في دينهم و دنياهم.
نماذج من الموالاة والمعاداة في الله
أ- موقف نبي الله إبراهيم عليه السلام ومن معه من المونين من أبيه وقومه
وتبرؤهم منهم ،إذ دعا إبراهيم عليه السلام أباه وقومه إلى عبادة الله وحده ونبذ
عبادة الأصنام والأوثان ، فلما اصروا على الكفر تبرأ منهم ،قال تعالى على لسان
إبراهيم (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ )
وقد جعل الله موقف إبراهيم والمؤمنين معه نموذجاً وقدوة للمؤمنين في كل مكان
وزمان قال تعالى:[ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي
إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ
مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ
وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا
حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ
لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ
شَيْءٍ ۖ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ]
ب- موقف سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مع أمه عندما علمت بإسلامه ،فقالت
له:ماهذا الذي أحدثت ؟ والله ما آكل ولا أشرب حتى ترجع إلى ما كنت عليه أو
أموت، فيقول الناس قاتل أمه .فمكثت يوماً وليلة ولم تأكل ولم تشرب
فجاء سعد إليها وقال: يا أماه والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفساً نفساً
ما تركت ديني، فكلي إن شئت أو لاتأكلي ،وعندما يئست من رجوعه أكلت
فأنزل الله تعالى:[ وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا
وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا
تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ
تَعْمَلُونَ]
وفي هذه الآية دلالة على وجوب البر والإحسان بالوالدين ،وعدم الاستجابة
لهما في دعوتهما إلى الإشراك بالله والكفر ، لأنه كما قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم :[ لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف ]
ج- موقف المسلمين من أقاربهم وذويهم في المعركة بدر ، إذ تجلى الولاء
والبراء في أنصع صورة :فقد واجه الأب ابنه بالسلاح والابن اباه ، والأخ
أخاه تطبيقاً لمبدأ الولاء والبراء ،فأبوبكر الصديق رضي الله عنه حرص على
قتل ولده عبدالرحمن الذي لم يسلم بعد ،وأبو عبيدة عامر بن الجراح قتل أباه
المشرك وعمر بن الخطاب قتل خاله الكافر
سؤال له جواب ... والحمد لله لقد ذكر ابن قيم رحمه الله عشر أسباب يحبك الله بهن هنّ:-
1) قراءة القرآن بالتدبر ، والتفهم لمعانيه وما أريد به 2) التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة . 3) دوام ذكره على كل حال : باللسان والقلب ، والعمل والحال ، فتصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر . 4) إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى ، والتسنم إلى محابه ، وإن صعب المرتقى . 5) مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ، ومشاهدتها ومعرفتها ، وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومبادئها . 6) مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ، ونعمه الباطنة والظاهرة ، فإنها داعية إلى محبته .
7) وهو من أعجبها : إنكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى 8) الخلو به وقت النزول الإلهي ، في الثلث الأخير من الليل ،، لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ، ثم ختم ذلك بالإستغفار والتوبة . 9) مجالسة المحبين الصادقين . 10) مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل .
السعيد مـــــــــــــــــــن أحب الله
كيف أعرف من الله يحبني ؟؟
هذه إجابة للسؤال :-
فعندما تتحقق كل ثمار محبة الله لك والتي هــــــــي: 1)محبة الناس لك و وضع القبول في الارض فعن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( قال إذا أحب الله عبدا نادى
جبريل إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل
في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له
القبول في أهل الأرض) رواه البخاري
2)ما ذكره الله سبحانه في الحديث القدسي من فضائل عظيمة تلحق أحبابه فعنْ أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن الله قال: (من عادى لي وليا فقد آذنته
بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي
يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره
الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني
لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه )رواه البخاري
فقد اشتمل هذا الحديث القدسي على عدة ثمار لمحبة الله لعبده
1-" كنت سمعه الذي يسمع به "أي أنه لا يسمع إلا ما يُحبه الله ..
2-" وبصره الذي يبصر به "فلا يرى إلا ما يُحبه الله ..
3-" ويده التي يبطش بها "فلا يعمل بيده إلا ما يرضاه الله ..
4-" ورجله التي يمشي بها "فلا يذهب إلا إلى ما يحبه الله ..
5-" وإن سألني لأعطينه "فدعاءه مسموع وسؤاله مجاب ..
6-" وإن استعاذني لأعيذنه "فهو محفوظٌ بحفظ الله له من كل سوء ..
3) اتباع النبي صلى الله عليه وسلم
قال جل ذكره :(قل إنكنتمتحبوناللهفاتبعوني يحببكم اللهويغفر لكم ذنوبكموالله غفور رحيم)
4) الابتلاء ففي الحديث القدسي:( إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة) والمقصود حبيبتيه: عينيه5)الذل للمؤمنين ، والعزة على الكافرين ، والجهاد في سبيل الله ، وعدم الخوف إلا منه سبحانه .
وقد ذكر الله تعالى هذه الصفات في آية واحدة ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم
ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم } .
ففي هذه الآية ذكر الله تعالى صفات القوم الذين يحبهم ، وكانت أولى هذه
الصفات : التواضع وعدم التكبر على المسلمين ، وأنهم أعزة على
الكافرين : فلا يذل لهم ولا يخضع ، وأنهم يجاهدون في سبيل الله : جهاد
الشيطان ، والكفار ، والمنافقين والفساق ، وجهاد النفس ، وأنهم لا يخافون
لومة لائم :
فإذا ما قام باتباع أوامر دينه فلا يهمه بعدها من يسخر منه أو يلومه .
وهنالك من الناس من تدعي حب الله
فنقول لهم :
تعصي اله وأنت تدعو حبه ***هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته *** إن المحب لما يحب مطيع