الخميس، 6 أكتوبر 2016

كيف تتعلم أي لغة في العالم بما فيها الانجليزية؟ - مقالة - أبوسعيد العباسي

كيف تتعلم أي لغة في العالم بما فيها الانجليزية #مقالة

    بسم الله نبدأ ... هذا العصر عصر الانفتاح والعلوم والتكنلوجيا واللغات ، التي فرضت نفسها في تحقيق التواصل بين البشر ، فاللغة هي لسان يتحدث أو لسان يكتب ، طبعاً يهمنا الأول بالدرجة الأولى ، لأن الكتابة لها مجالها وقوانينها ، لكن سؤال مهم: كيف اتعلم أي لغة من لغات العالم؟ أو كيف أتعلم اللغة الإنجليزية؟ الجواب: مثلما تتعلم اللغة العربية ، التي هي لغتنا ، وللأسف من يتعلمها هم قلة من بين قلة حاولت ذلك ، لعل السبب هو الاهتمام باللغات الدارجة ، و أيضاً اللجو  إلى اللغة الانجليزية لغة العصر ، لكن ليعملوا أنّ اللغة العربية هي لغتنا لغة القرآن ، حتى لا نخرج عن الاجابة ، نريد أن نوضح ... لما تتعلم اللغة العربية ستجد أن تبدأ من الأصغر إلى الأكبر إلى الأعظم إلى الأروع ، هكذا هي اللغة رصيد من المعارف والكلمات والجمل والأساليب ، لن تكسب خلال يوم لكن مع الأيام والممارسة ، وهنا في هذه المقالة أبيّن لك الكيفية وفي المقال آخر نبين لك الطرق.
      في البدء وقبل كل شيء ، لابد من وجود نية وإرادة لتعلم هذه اللغة ،  لنأخذ مثلاً اللغة الصينية ، فإذا كان لديك رغبة ودافع لتعلّم هذه اللغة سوف تتعلمها مهما كانت ، ففي البدء يجب أن تتملك إرادة كافية لتمكنك من تعلم هذه اللغة ، وقد حدث لي أن كان لي رغبة وإرادة في تعلم اللغة الإسبانية التي هي قريبة للغة العربية ، ومضيت اتعلمها عدة أشهر لما فقدت الرغبة والإرادة تركتها ، طبعاً وكان لي تجربة غريبة مع اللغة الانجليزية كنت أقول أنها صعبة حتى أنّي تخليت عن حلمي في الطب ، لاستصعابي لهذه اللغة ، مع أني قوي في قواعدها ، لكن في الممارسة ضعيف جداً ، وهذا العيب الذي كلفني الكثير ، إن شاء الله وقدر لي أن أعود وأحب اللغة الانجليزية عن طريق طرق تعلم اللغة الانجليزية ، التي طبقتها.

     بعد الإرادة لابد من حب لهذه اللغة وإلا وقعت في مشكلة أيضاً فلا تكفي الإرادة في طلب الشيء ، لابد يكون لك حب وتقبل لهذه اللغة ، فمثلاً أنا لأني أحب اللغة العربية التي يستصعبها كثيراً من الناس أتقنتها ، وتلاحظ هذا في كتاباتي ، ولا ننس هنالك مستويات ثلاثة سوف نوضح فيما هو قادم ، حب اللغة سوف يرفع بك  إلى أعلى مستوى ، وعلى قدر الحب تكون الهمة والارادة.


    ثالثاً : يجب أن يكون لك هدف من تعلم أي لغة ، فمثلاً أنا هدفي من تعلم أي لغة أن أكتب بهذه اللغة و أوصل رسالتي وفكرتي إلى ناسها ، هدف جميل بالفعل ، وقد فعلها قبلي أحمد شوقي رحمه الله ، وغيره كثير ، ويمكن تتعلم اللغة الانجليزية لتواصل دراساتك العليا باللغة الانجليزية في جامعات مرموقة ، ويمكن لأجل العمل أو السفر ... أو لأجل الدعوة إلى الله وهذا اعظم الأهداف على الاطلاق  ،  حيث أن هذه الأهداف تعطي حماساً ودافعية لتحقيق هذا الشيء.

    رابعاً : يجب أن تؤمن بذاتك وقدراتك ، وهذا من مقالاتي هذه السنة ، يمكن ان تراجعها داخل المدونة ، فمن لا يؤمن بذاته ويحطم نفسه بنفسه فلن يستطيع وهذه نتيجة طبيعية ، أمّا من يحفز نفسه ويؤمن بقدرته وبتوفيق الله له ، حتماً سوف يتقن هذه اللغة ويمكن أفضل من أهلها ، مثل ما نجد عن بعض المستشرقين الذين أتقنوا العربية أكثر وأفضل منّا.

     خامساً : ابدأ بشكل صحيح ، وبطريقة صحيحة ودع عنك العجلة ، تعلم أولا الحروف ثم نطقها الحر ونطقها ضمن الكلمات ، ثم احفظ بعض الكلمات وركز على النطق الصحيح ، تعلم دمج الكلمات ضمن جملة مفيدة ، حاول أن تسمع كثيراً لهذه اللغة ما أتيح لك سماعه ، تعلم قواعد اللغة في البناء ، تدرب على المحادثات ، تجنب الأخطاء ومنها النطق الخاطئ للكلمات ، ركز على استخدام الكلمات ضمن السياق  خاصة ذات المعاني الكثيرة ، علماً أنّ هنالك استخدام شائع بمعني واحد شائع ، أيضاً الكلمات المتشابهة في النطق ركز عليها وحاول أن تفرق بينهما ، اجعل لغتك التي تتعلمها بسيطة واحذر تجعلها معقدة ومبالغة ، فالناس تتحدث ببساطة وأكثرهم غير متعلمين مثلما تريد أن تتعلم ، وبعد هذا كله نأتي إلى الممارسة والتطبيق.

     أحبتي الأفاضل أريد أن أسهل لكم موضوع تعلم أي لغة ، ولست أريد أضع فلسفة جديدة ، ولكن أضع موضوع سهل التطبيق ولكن يمتاز بالطرح العلمي ، ونأتي إلى أهم نقطة ، وهي مهارات اللغة الأربع :
1- القراءة -2- الكتابة -3- الاستماع -4- التحدث

     المهارة الأولى : القراءة ، ومن عظيم أهمية القراءة أنّها كانت أول كلمة أنزلت في كتاب الله  {اقرأ} ، لذا نختصر ونقول اقرأ بهذه اللغة واقرأ عن هذه اللغة وفي آدابها وعلومها.
     المهارة الثانية : الكتابة ، ولها دور بارز خاص في عملية تطبيق اللغة ، فالكتابة ممارسة مثلما التحدث ممارسة مختلفة ، لذا يهمنا هنا أن نكتب وفق القواعد الكتابة ، وأن نحفظ شكل وأحرف والكتابة حتى لا نخطي.
     المهارة الثالثة : الاستماع ، وهي في نظري أهم من كل الثلاث الأخرى ، ومن خلالها تتعلم اللغة بشكل صحيح ، وبأفضل طريقة ممكنة ، لذا ركز على النطق الصحيح من خلال الاستماع ، وأيضاً تفيد عند الممارسة والحوارات فمن كان ضعيف في هذه المهارة صعب عليه الاتصال بالآخرين والتواصل معهم.
     المهارة الرابعة : وهي التحدث ، مهارة لا غنى عنها ، وهي ضمن الممارسة والتطبيق ، بل هي أساسه ... فلا يمكن لشخص أن يدعي اتقان لغة وهو ضعيف في هذه المهارة ، يجب أن يقوي نفسه ، ولدي ارشادات لعل أهمها: أن يتدرب على الالقاء الحر ، ويترك الترجمة اثناء الحديث ، تحدث اللغة الانجليزية كما يتحدث الانجليز ، هذه نصيحة من اخ هندي وجها لي ، تعلم الكلمات الشائعة وادخلها في جمل كثيرة ، تعلم أساليب الكلام من نفي واثبات واستفهام وأمر ونهي مثل ما عندنا في اللغة العربية.
     قبل أن ندخل في المستويات أهل اللغة ، نأتي للسؤال: هل يجب أن تتوفر جميع هذه المهارات حتى أتقن واتعلم أي لغة؟ الجواب : هنالك تفصيل .... الاستماع والتحدث بلا شك مطلوبين ، أما القراءة والكتابة فهي مطلوبة بشكل أقل ، لدى ركز عليهما ولا تغفل عن البقية ، ولكن هنالك مهارة واعتبرها الخامسة ، وهي الفهم والاستيعاب ، فيجب أن تفهم ما تقرأها وتفهم ما تكتبه وتفهم ما تستمع له ، وتفهم ما تتحدث به ، وإلا فأنت بعيداً عن اللغة وأهلها.

     هنالك ثلاث مستويات ، نمر بها عن تعلم أي لغة ، ذكرناها في سلسلة قيمتك ضمن قيمة الانسان اللغوية ، وقلنا هي ثلاثة: 1/ المستوى العامي ، 2/ المستوى المتعلم ، 3/ المستوى الأدبي ، وهي واضحة وأرجو ترجو للموضوع الأصلي.

طبعاً هذا التدرج في تعليم اللغة مفيد جداً ، وخاصة أن اللغة تضم محتوى معرفي كبير جداً وتفرعات ، لكن ما يهمنا الشائع والمشهور في استخدامه من الاساليب والكلام ، ولنعلم أن من الصعب التحدث مع العامي لأنه سوف يتحدث بكلمات عامية ، ولغة أقرب إلى التكسير واللهجات الدخيلة والسائدة ، التي جعلت الأمر يصعب لكن أقول لكم ، لا داعي للقلق ، هنالك طرق للتحدث مع هؤلاء وغيرهم ، يمكن أن تتعلم بعض الكلمات العامية ، وأرجو أن يكون لديك حس وفهم وطريقة جيدة للسؤال على غير المفهوم ، وفي الختام لا تنس أن السرعة في الكلام مطلوبة ، لذا حاول ان تزيد من سرعتك ، في القراءة أولاً ثم في التحدث ، واترك الكسل ... وبالتوفيق.


كتبه / أبوسعيد عبد الله باوزير العباسي الهاشمي
اليمن – حضرموت - المكلا
يوم السبت – 29/ ذي الحجة /1437هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق