الخميس، 3 نوفمبر 2016

القراءة وأنواعها العشرة ، وكيف تكون مغرم بالقراءة؟ - أبوسعيد العباسي



القراءة وأنواعها العشرة ، وكيف تكون مغرم بالقراءة؟


     بسم الله نبدأ ... القراءة بوابة العلم الأولى وغذاء العقل هي كانت أول كلمة في كتاب ربنا المنزل على نبينا { اقرأ} صلوات ربي وسلامه عليه ، مع أنّه كان أمي لا يجيد القراءة ولا الكتابة ، ولكنه كان نعم الرجل المكلف بالرسالة ، ولو كان يجيد القراءة والكتابة لكان ما جاء به من وضعه وصنعه ، ولكن تقدير الله حكيم سبحانه ، وهذا دليل على صدق نبوته ، ومع هذا كان النبي هو الأمي الذي علم المتعلمين ، وما أجمل هذه العبارة ولو تعمقنا فيها سنجد أنّ الرسول يقرأ بالفعل بعض من أنواع القراءة وما اكثرها غير أنّ النوع الأهم كان لا يقرأه وهي قراءة النصوص.

     القراءة يا أحبابي أمر عام ولو حصرناها على النصوص وكأننا نصب نهر في كأس ماء ، هل يسعه؟ أريد بهذه المقالة انبه على أمر غفل عنه كثير من الأخوة والأخوات السادة القراء محبي القراءة وغير محبيها ، والذين نريدهم أن يكون من محبيها حسب الأنواع التي سوف نذكرها ، وهي على تقسيمين اثنين : قراءة النصوص وقراءة غير النصوص ، وبالثانية نبدأ ...

     قراءة غير النصوص من أهم أنواع القراءة في الحياة ، حيث ترتبط بحياة الانسان يومياً كقراءة الصور ، فلو رأيت صورة معينة تمثل انسان أو حيوان أو جماد هكذا تميز وهكذا تقرأ هذه الصور ، هذا كلب لونه أسود يظهر أنّه أليف ، فهي قراءة الكثير منا خاصة المبصرين ، ويدخل ضمن هذا القسم : قراءة المشاعر وقراءة الواقع وقراءة الأحداث وتعبير الأحلام والانطباعات يمكن أن نشمها ضمن القراءة التفسيرية أي أنها تفسير لما هو مشاهد ، وكما نعرف أنّ القراءة مهارة من مهارات اللغة الأربع ، وهي بشكل عام مهارة من مهارات الحياة ، وأيضاً من ضمن هذا القسم القراءة السمعية أو الاستماعية وهذه مهارة موجودة عند كل صبي تعلم أي لغة وأيضاً عند الكبار والصغار و ومن خلالها نفهم المحادثات ، لأنها تساعد في القراءة الفهمية وهي أن تفهم ما قرأت أو سمعت أو شاهدت ، فالكثير يقولون نقرأ ولا نفهم والسبب أن هذا النوع من القراءة يحتاج إلى ثقافة واعية تعزز من فهمك لما هو مطلوب ، وهذه أعلى أنواع القراءة على الأطلاق القراءة التي تبنى على فهم صحيح ، أعطيكم مثالاً: في مادة الرياضيات أحياناً تقرأ قانون رياضي تطبيقي ، ولكن قد تقرأه وأنت لم تفهم ، ولكن عندما تبحث وتفهم وتطلع على السر في تكوينه ستجد عظمة الفهم والعلم ، أو ما أسميه بالوجبة الغذائية العقلية ، وكل الجهود التي بذلت لأجل أن تفهم وتصل إلى هذا المستوى هي الطبخ على النار الهادئة.

     ولو تعمقنا في موضوع قراءة غير النصوص يمكن أن يخرج لنا بحثاً كاملاً ونكتفي بهذا وندخل في القسم الآخر وهي قراءة النصوص وأنواعها عشرة ، وهي التي يفتقد لها الكثير ، ولكن من خلال أنواعها ستعرف كيف تكون مغرم بالقراءة بشكل مثالي؟

     من أنواع القراءة النصوصية وهي التي تخص قراءة الكلمات والجمل والفقرات ، سواء من صفحات ورقية أو الكترونية أو مجسمات مكتوب عليها كالأحجار وعلب المواد الغذائية وهي عشرة وهذه هي:
1- القراءة الصامتة
2- القراءة الجهرية
 3- القراءة السريعة
4- القراءة الحرفية
5- القراءة الماتعة
6- القراءة الناقدة
7- القراءة الموسوعية
8- القراءة الوظيفية
9- القراءة الإبداعية
10- قراءة اللصوص
سوف اشرحها بسرعة حتى تصل المعلومة بشكل أفضل ، فالقراءة الصامتة والجهرية والسريعة والحرفية و الماتعة والناقدة معروفة لديكم ، لكن الأربع في الأخير ، قد تكون أول مرة تقرؤون عنها ، ونبدأ بالقراءة الموسوعية وهي التي تكون بهدف زيادة المعارف والتوسع العلمي والاستفاضة ، وهذا النوع من القراءة يوصل صاحبه إلى التمكن العلمي و أيضاً الموسوعية أو المرجعية في هذا المجال الذي يقرأ فيه ، وتعتمد على الحفظ أو القراءة الحفظية من خلاله يتحقق هذا ، أما القراءة الوظيفية فهي من أجمل ما قد يصل إليه الشخص ، أي ما يقرأه يطبقه في حياته ، فمثلاً يقرأ عن أحكام الصلاة ليطبقها ، أو أخت تقرأ في كتب الطبخ لتطبق ، أو طالب يقرأ كتاب معيناً ليطبقه في حياته لنفترض في مجال التنمية البشرية ، أو مدير شركة يقرأ عن نظام الإدارة ليطبقها ، أو باحث يقرأ لأجل بحثه ، وهنا يمكن سر الوظيفة التي تحققه القراءة ، أما أن تقرأ ولا تطبيق فهذا مخل حقاً ، ودليل على عدم الفائدة وإضاعة الوقت ، نأتي للقراءة الإبداعية وهي التي تجمع على عدة أنواع من القراءة أو على عدة أغراض منها ، فلو تقرأ كتاب رياض الصالحين بهدف التطبيق والاستفاضة في أمر الدين و تقرأ قراءة صامتة متأنية وقراءة فهمية واعية ، بهذا الشكل كانت في القراءة إبداع ، مثال آخر : قراءة كتاب أدبي غربي مترجم وحققت القراءة الناقدة والماتعة والموسوعية والوظيفية مما استفدته من هذا الكتاب ، بهذا الصورة خُلق الإبداع ، أما من يأخذ كتاباً لأجل المتعة فقط او التطبيق فهذا بعيد عن الابداع في القراءة.

     النوع الأخير قراءة اللصوص ، وهي قراءة من يدعي القراءة أو قرأ جزء ويدعي أنّه قرأ كله ولم يقرأ إلا بعض منه ، وبلا شك هذا من الكذب والتعالم والكبر ، وقد وجدت من يزعمون أنّهم يقرأون كتباً وهم ليسوا كذلك ، لهم غرض من ذلك ، هذا هو الجانب السلبي ، الجانب الإيجابي الذي يمكن أن تمتاز به كقارئ مبدع ومتميز أن تقرأ ما يهمك من الكتاب ، أو المادة المكتوبة ... وتترك ما لا يهمك مثل ما يفعل الباحثون ينظرون في فهارس الكتب ، كاللصوص لكان لما يردونه من مواد تنفعهم في علمهم ، وقد فعلت هذا ما كتب كبيرة جداً مثل سير الامام الذهبي ، وأيضاً الجميل في هذا القراءة يجعلك تهتم بوقتك وبالفائدة فتكون مثل الصياد الذي يصطاد السمك ، وأنت تصطاد الفوائد جميل حقاً ، نأتي للسؤال الأهم : كيف تكون مغرم بالقراءة؟

     القراءة حب وغرام ، فمن لم يكن لديه هذا الحب من الطبيعي سيمل من القراءة من أول نظرة ، وحتى نخلق الحب يجب أن يكون هنالك هدف وراء القراءة ، مثال للتوضيح الطلاب يقرؤون الكتب ويدرسون أيام الامتحانات ، لأن لديهم هدف وهو النجاح ولو بمعدل مقبول ، أما من يريد الامتياز سوف يقرأ ويذاكر ويخلق فيه الحب في جميع أيام السنة ، الحب يا أخواني أساس الحياة ، وهذا موضوع لا يخفى على أحد طرحي له ، فهو المحرك الديناميكي الذي تسير به الحياة ، وكما تلاحظون أن الهدف من القراءة يجب أن يكون معروفاً ومحفزاً لتقرأ ، وإلا ما قرأت أصلاً ، أعطيكم مثال البعض يقرأ الروايات لأن هدفه الاستمتاع بالخيال الذي يكتبه القارئ ، وله هدف آخر هو قضاء الاوقات في القراءة بدل الفراغ ، ولو كان مبدعاً حقاً سيكون له أهداف كثيرة من القراءة ، فأنواع القراءة التي ذكرناها هي التي لها دور أساسي في تقوية حبناً للقراءة ، وجعلها جزء من حياتنا اليومية ، ونؤكد على أمر مهم أن تقرأ ما يناسبك ويناسب أهدافك ، وليس أن تقرأ كل شيء ، وإنما ما يهمك في أمر دينك ودنياك ، ولأنكم كرماء معي أبشرك في المستقبل لدي كتاب بعنوان : [ يا دارس كن حارس] يتحدث فيها عن التعليم والحفظ والفهم والقراءة وغيرها ، وكتاب آخر يهمك [ الحب أساس الحياة ] إن شاء الله ، ونسأل الله أن يوفقنا إلى كل خير.
كتبه/ أبوسعيد عبدالله باوزير العباسي الهاشمي
اليمن – حضرموت – المكلا
يوم الاثنين بتاريخ 30/ محرم /1438هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق