الجمعة، 4 نوفمبر 2016

صلاة الرسول باختصار ضمن سلسلة هكذا كانوا يصلون القصة الأولى - أبوسعيد العباسي



◊ جديد العباسي – قصص ◊
҉  سلسلة هكذا كانوا يصلون/1
القصة الأولى : عن
۩ الرسول صلى الله عليه وسلم
بسم الله نبدأ ... رسولنا الكريم به نبدأ قصصنا ، وهو من صلى بجميع الأنبياء في ليلة الأسراء والمعراج ، فكان إمامهم وقد اختلفت صلاتنا عن صلاتهم أن فيها سجود ، وهذا من عظمة ديننا الإسلامي دين الحق والتوحيد ، فلله الحمد الذي أكرمنا بالسجود في الصلاة بين يديه ، وجعلنا من أمة محمد القائل : (( صلوا كما رأيتموني أصلي)) فهيا نتعلم الصلاة من أمام المصلين.
كان صلاة نبينا في غاية العبادة والروحانية ، وكذلك في غاية الاخلاص وسنعرف هذا وغيره ضمن هذه قصص هذه العمل ، وأول ما نبدأ به فرضية الصلاة في السماء أثناء معراجه للسماوات العلى ، فكان النبي مستعد أن يصلي خمسين صلاة في اليوم ، لكن موسى من راجعه ليجعلها خمس صلوات ، حتى لا تتعطل مصالح الحياة ، فكان رحمة ربي بأمة محمد أن جعلها خمس صلوات مفروضة ، ويمكن لمن يريد أن يزيد نفلاً ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم محافظاً على النوافل مثلما هو محافظ على النوافل ، فإذا سمع النداء أجاب وترك ما في يده ، صلى الله عليه وسلم.
وقد صح عن النبي حرصه على السنن التي سماها الفقهاء المؤكدة مثل: صلاة الضحى وسنن الرواتب والوتر وقيام الليل وتحية المسجد وصلاة التراويح في رمضان ، وفي ذلك أجور وفضل حث الناس عليها ، نأتي لذات الصلاة كيف كان النبي يصلي؟ لقد كان صلاة النبي أفضل صلاة بشهادة أصحابه ، فهو المعلم الذي علمهم الصلاة ، ولمن يريد أن يعرف الكيفية لدينا كتاب صفة صلاة النبي ، من تأليف الامام الألباني رحمه الله ، كتاب قيم حقاً ، انصح الجميع بقراءته ، وهو يكفي ويغني.
لقد كان يصلي بالناس أماماً ، ولم يصلي بالناس مأموماً إلا أيام قرب وفاته ، وصلى بهم أبوبكر الصديق ، وهنا أعطي لكم درسين من امامة النبي للناس ، الأول الرفق فقد كان النبي يصلي فلما يسمع بكاء طفل يسرع ويخفف الصلاة ، حتى لا يشق على أمّه ، أما الدرس الثاني كنت صلاة الرسول للناس بسيطة جداً وميسرة بعض الشيء ، لكن صلاته في بيته عن انفراد دون الجماعة كانت صلاة شاقة بما تعنيه الكلمة ، يوم من الأيام صلى خلفه ابن مسعود في المسجد صلاة التهجد ، فقرأ نبينا البقرة ثم ال عمران ثم المائدة ، فشق على ابن مسعود ، بل شاهدت عائشة النبي وهو يصلي هذه الصلاة التي فيها الروحانية والتدبر للقرآن وكأنه في عالم آخر ، فقالت: هون عليك ، ألم يغفر الله لك ذنبك؟ فقال لها : أفلا أكون عبداً شكوراً ، حقيقة الدرس هنا هو الاخلاص ، أولئك الثلاثة النفر الذي علموا بصلاة النبي وعبادته من أزواجه ، أراد أحدهم ان يشابه النبي في صلاته فقال: أصلي ولا أنام ، فخرج الرسول يبين لهم أنّه يصلي وينام ومن رغب عن سنته فليس منه ، وهو القدوة للناس في الخير والدين.

نختم بأهم نقطة ، أمرنا الله بإقامة الصلاة وليس فقط أن نصلي ، وإقامة الصلاة أي أقامتها على الوجه الصحيح بخشوع وحضور قلب وروحانية وعبادة نتعبد الله بها ، وليس كما نفعل نصلي لنسقط الفرض والواجب ، وقد كان نبينا من أعظم من أقام الصلاة وطبقها بالشكل الصحيح ، ولا أحد يقتدى به في الصلاة غيره ، ولك أن تقارن عندما تقرأ كتاب صفة صلاة النبي ، أو كتابي المستقبلي وان شاء الله في آخر هذه السنة سيكون بين أيديكم بعنوان [ استمتع بصلاتك ] ، فالصلاة الخاشعة ذات الروحانية لا تأتي بالجمود الفكري وإنما نشغل عقلنا وسمعنا وجميع حواسنا للصلاة وللوقوف بين يدي الله عز وجل ، وسوف نختصر هذه السلسلة لضيق الوقت ، في العمل القادم نتحدث عن الخلفاء الراشدين إن شاء الله.
كتبه/ أبوسعيد العباسي وفقه الله
يوم الأربعاء – 2/صفر/1438هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق