الثلاثاء، 11 أكتوبر 2016

مقالة - دروس تاريخية من يوم عاشوراء - أبوسعيد العباسي #جديد

بسم الله الرحيم مقالات السنة الجديدة 1437هـ
@المقالة الأولى@ اللون أسود
بعنوان : دروس تاريخية من يوم عاشوراء.

بسم الله نبدأ ... أهلا وسهلا بالأخوة والاخوات مع اول مقالة في هذه السنة الجديدة ، ونتطلع لنكتب كثير من المواضيع ضمن المقالات ، ولأن اليوم هو يوم عاشوراء فالأفضل أن نكتب ونبين بعض الدروس الهامة والتاريخية التي حصلت طيلة التاريخ الإسلامي ، وما قبله مما يهمنا ، طبعاً لدينا أربع شواهد تاريخية هي :
1/ نجاة موسى من فرعون
2/ الرسول واليهود في المدينة
3/ مقتل الحسين في كربلاء
4/ حسينيات الشيعة وما يحصل فيها.

نبدأ ونختصر الكلام ، ونتحدث عن الدروس التاريخية:
الدرس الأول: الله سبحانه وتعالى ينجي الذين آمنوا ، كما قال سبحانه { وكان حقاً علينا ننجي المؤمنين } ، فنجى الله موسى ومن معه من فرعون عدو الله ، واغرقه في البحر.

الدرس الثاني : نهاية الظالمين آتية لا محالة ، فهذا فرعون بعد سنوات كثيرة من الغطرسة والظلم والتكبر على الله وخلقه ، تكون نهايته غريقاً في البحر بإذن الله.

الدرس الثالث: الثقة بالله فيها كل خير ، وذلك عندما طارد فرعونُ موسى ومن معه ، حتى وصلوا إلى البحر ، قال أصحاب موسى : { إنا لمدركون} ، فقال موسى : { كلا إني معي ربي سيهدين } فما أعظم الثقة بالله وخاصة عند الشدائد والمصاعب ، فكان الخير كل الخير بعد هذه الثقة ، فنجى الله موسى ومن معه هذه واحدة ، واغرق فرعون ومن معه وهذه الثانية ، ومكنهم في الأرض بعدما كانوا أذلة ، وهكذا هي الثقة بالله والتوكل عليه قال تعالى : { ومن يتوكل على الله فهو حسبه }

الدرس الرابع : الانسان ضعيف مهما كان عقوله و وعيه ، فعندما ضرب موسى البحر ، فمن سيتصور أن البحر ينفلق إلى بحرين وبينهما طريق يبساً مر من خلاله موسى ومن معه ، لكن فرعون من اعماه الله يرى هذا أمامه كله ، وتعطل عقله وحواسه يرى البحر على غير وضعه الطبعي فيدخل ليكون هنالك مصرعه ونهايته ، فالانسان بالفعل ضعيف ، ولكن يكون قوي إذا وثق بالله كما هو موسى ، ونكمل القصة ولم غرق فرعون أدرك أخطائه ولكن بعد ماذا؟

الدرس الخامس: الإيمان والعمل الصالح يكون قبل الموت ، وهذا ما حدث لفرعون فقال: { حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين  } ، فكان الرد {  آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين }  ، ومثله من يموت وهو في ضلاله وضياعه ولا يريد أن يتوب { حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربي ارجعون لعل أعمل صالحاً فيما تركت } ونعلم جميعاً إذا جاء الموت فلا رجوع ولا تأخير ولا تقديم ، وتجزئ كل نفس ما كسبت ، فهذا فرعون لم يحقق الإيمان ولم يتب فكان مورده جهنم بئس الورد المورد ، وأيضاً هنا درس أن الإيمان في القلب اعتقاد وفي اللسان قول ، وفي الجوارح عمل ،  وليس ادعاء وكلام يقال فقط ،والاعراب بيّن لهم ربنا حقيقة الإيمان : { قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور}.

الدرس السادس : الشكر الله يكون بطاعته والتقرب إليه بالقربات والطاعات ، فموسى بعد أن نجاه الله صام ، صام يوم عاشوراء ثم صامت اليوم من بعده.

الدرس السابع : الأنبياء بعض أولى ببعض ، ومنهجيتهم واحدة ، فلما علم النبي بسبب صوم اليهود ، قال: (( نحن أولى بموسى منهم )) ، فصامه النبي صلى الله عليه وسلم ، وأيضاً صيام عاشوراء ربط بين أهل الإيمان في شتى الأماكن والأزمان فقضيتنا واحدة وربنا واحد { وما امروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة }

الدرس الثامن: مخالفة اليهود والنصارى واجبة ، لذا أمرنا الرسول أن نصوم عاشوراء لأن اليهود والنصارى اتخذوه عيداً ، وأمرنا نصوم قبله أو بعده مخالفة لليهود الذين يصمون ، فهم الذين حرفوا الدين ، وحاربوا وقتّلوا الأنبياء والمرسلين ، وهم أهل ضلال وانحراف عظيم ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ، ونذكر أيضاً دفن الميت مثلاً ، فلما علم اليهود بطريقة المسلمين في دفن موتاهم بشقه من الوسط ، قام اليهود بتقليد المسلمين وفعل مثل ذلك ، فما كان من الرسول الحريص على مخالفة اليهود ، إلا أن غير طريقة شق القبر إلى الجنب ، بدلاً من الوسط ، فلتتعلموا هذا الدرس يامسلمين.

الدرس التاسع: بطلان ديانة اليهود ، فهم تبعوا موسى في صوم عاشوراء ، وتركوا بقية الدين وحرفوه ، لذا الرسول دائماً يخالفوهم لهذا الأمر ،

الدرس العاشر : من فضائل صوم يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية ، وهذا يدل على أن عيد المسلم في التخلص من السيئات ، وفرحته تكتمل بذلك ، مع أن اليهود في هذا اليوم يحتلفون به عيداً ، أما نحن احتفالنا مغاير بالصوم ، امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم.

الدرس العاشر : الإسلام دين عظيم ، فهو يحترم الأديان السماوية السابقة وعلى رأسهم الأنبياء ، هذا جانب والجانب الآخر أنه يعطي فرص لغفران الذنوب وتكفير السيئات ، وهذا من عظمة وسماحة الإسلام.

الدرس الحادي عشر: غدر الروافض للحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فهم من دعوه إلى أرض العراق ليكون خليفة لهم ثم قتلوه بخيانتهم ، ولم ينصروه بل تركوه هو من معه يقاتل جميع أعدائه السياسيين.

الدرس الثاني عشر: الفتنة أشد من القتل ، وهذا ما حدث في آخر سيرة الحسين قبل مصرعه ، حيث كان خروجه مصدر فتنة بين المسلمين ، ولذا عبدالله بن العباس تمسك به ولم يترك يذهب ويلقى حذفه ، ولكن قدر الله وما شاء فعل ، وغيره من الصحابة ابن عمر وابن الزبير وعبدالله بن عمرو بن العاص وأخيه محمد الحنفية.

الدرس الثالث عشر: النواصب هم من قتل الحسين ، وهم فرقة تكره آل البيت لما رأت من تصعب الناس لهم أقصد الشيعة ، ولسبب آخر ما حصل بين معاوية و علي على دم عثمان ، وموقفهم مع بني أمية وأخذ العداء لآل البيت ، وأشهر هؤلاء الحجاج بن يوسف الثقفي الناصبي الذي قتل عبدالله بن الزبير ، وكذلك قائد الكوفة عبيد الله بن زياد ، الذي بدوره قتل رسول الحسين مسلم بن عقيل بن أبي طالب بعدما خانه أهل الكوفة ، والقصة مشهورة وهو أنهم قاموا بانقلاب مع مسلم وعددهم 4000 ، فما كان من عبيد الله إلا أن خوّف أهل الكوفة ، من جيش الشام الذي يبلغ مئة ألف ، فتركوا مسلماً يواجه قدره لوحده ، فارسل رسالة إلى الحسين " ألّا تأتي فإن القوم غدارة " فما كان من هذا الناصبي إلا أن يقتل مسلماً في يوم عرفة ، ولما ذهب الحسين و وصل كربلاء ، هنالك وقعت المعركة ، بين الحسين ومن معه ، وبين جيش عبيد الله الذي تصدى لهم ، وحثّ شمر بن ذي الجوشن هو ناصبي بامتياز حث على قتل الحسين ، ومعه عمرو بن سعد بن أبي وقاص ، وهو ممن اشتغل بالسياسة والولاء لبني أمية معادياً آل البيت ، وكان مع القتلة الذين طلبوا من الحسين أنّ يأتي معهم أسيراً إلى عبيد الله بن زياد ، فرفض الحسين فقامت المعركة ، وتمكن الناصبي شمر بن ذي الجوشن من قتل الحسين ، وقيل قتله برمح ثم اجتز رأسه ، أخزاه الله.

الدرس الرابع عشر : الخروج على الحكام عقبا كارثية وتسبب الفتن ، إلا إذا كان ممكن تحقيق مصلحة دون مفسدة ، أو بمفسدة أقل ... ولما علم الصحابة أن عدم وجود مصلحة خرجوا أمام الحسين ليوقفوه ولكن الحسين استمر في قراره.

الدرس الخامس عشر : لا يجب الاغترار بالحكم ولا السعي نحوه ، ولا يجب الالتفات إلى الأصوات المنادية بالتغيير ولا يوجد لديهم صدق في التغيير ، فأهل الكوفة ممن بايعوا الحسين من الشيعة كانوا أكذب الناس ولا يعتمد عليهم.

الدرس السادس عشر : الروافض تدرك الحقيقة : من قتل الحسين؟ لذا هم عرفوا أن بغدرهم ذلك ، قد سهلوا أمر قتل الحسين ، لذا في الحسينيات يوم عاشوراء يضربون أنفسهم بالحديد ويضربون صدورهم بقوة ، ويفعلون الأفاعيل الباطلة ، ويكذبون ويلفقون القصص والروايات الكاذبة ، لأجل أن يبكي الجميع ولتحقيق مصالح سياسية في تسويق الأباطيل على حساب أهل البيت وادعاء حبهم بالباطل ، فحب آل البيت وهو حب للنبي صلى الله عليه وسلم من قرباته من بني هاشم ، وذلك باتباع منهجهم الحق ، والدفاع عنهم مما ينقص من قدرهم وهكذا.

الدرس السابع عشر : يزيد لم يقتل الحسين ولم يكن له يد في ذلك ، حيث أمر بابعاد الحسين عن العراق ، وبالفعل حدث ذلك ، لكن النواصب استغلوها فرصة وقتلوا الحسين ، لما تحمله صدورهم من غل وعداء لآل البيت ،
وحكى ابن كثير أن يزيد بن معاوية لما جاءه خبر مقتل الحسين وأصحابه دمعت عيناه وقال: قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين ، ولعن الله ابن مرجانة – يعني عبيد الله بن زياد – أمّا والله أنّي لو أني صاحبه لعفوت عنه ، ورحم الله الحسين ، ولما وضع الحسين بين يديه قال: "أما والله لو أني صاحبك ما قتلتك"  (انتهى)  المصدر: البداية والنهاية (11/ 557).


الدرس الثامن عشر : النواصب يفرحون بمقتل الحسين ، وهذا على بدعة وضلالة مثلما الروافض على بدع وضلالات ، ولا ننس أن الذي  قتل الحسين هو واحد منهم ، حسبنا الله ونعم الوكيل.

الدرس التاسع العشر : أعداء الدين مهما كانوا من أهل الفرق والشقاق والنفاق دائماً يحاولون تبرير أفعالهم ومواقفهم من خلال الكذب ، فالروافض فعلت هذا ، والخوارج كذلك التي خرجت على عثمان بن عفان ، والنواصب كذلك بحجية الخروح على الحاكم ولي الأمر ، فليس لأحد عذر في أراقة الدماء والسعي نحو الفتن.

الدرس العشرين : عاقب الله الروافض التي تسب عائشة وتكفر الصحابة وعلى رأسهم الشيخين أبي بكر وعمر ، وخيانتهم لعلي وحسن والحسين ، وبقية سادات آل البيت ، ولو تابعنا سير العلماء الأثنى عشر لوجدنا أن أكثرهم قتل ، إما على يد خارجي أو ناصبي أو رافضي غدراً وخيانة ، وهؤلاء الشيعة يدعون حب آل البيت ثم يسقونهم للموت ، ويقولون قتلهم بني أمية وقتلهم بني العباس ، وهم الآن في الحسينيات عرفوا أن هم القتلة للآمة الأثنى عشر ، وعقوبة من الله يجلدون أنفسهم ويضربون صدورهم ، ويعذبون أنفسهم ليذوقوا وبال أمرهم ، فتعساً لهم من فرقة الأباطيل والخرافات.

ونكتفي بهذا القدر ، ولنعلم جميعاً أن قضية الحسين ليس هي الشغل الشاغل في يوم عاشوراء إنما هي قضية موسى وانتصاره بفضل الله على فرعون عدو الله ، ولكن للآسف يتم توظيف هذا اليوم من قبل الروافض لنشر أكاذيبهم وخرافاتهم التي فيها من الكفر والشرك نصيب ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

كتبه / أبوسعيد العباسي الهاشمي
من المكلا – حضرموت – اليمن
بتاريخ العاشر من شهر محرم سنة 1438هـ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق