الجمعة، 17 فبراير 2017

المقالة السادسة عشر : حفز نفسك بنفسك - أبوسعيد العباسي



بسم الله نبدأ ... سبق معنا في المقالة السابقة [ كيف تزيد من حماسك؟ ] ، أربعة أمور نشعل وقود الحماس، وتناولنا أنواعه، وهي أحدى عشر نوع. ومما يزيد الحماس التحفيز ، فما هو التحفيز؟  وما أنواعه؟ وكيف يكون؟ وسيكون موضوعي بسيطاً بعيداً عن التعقيد...
     بدايةً عرّف التحفيز بأنه تقوية وشحن الأحاسيس والمشاعر الداخلية، التي تدفع صاحبها إلى تحقيق أهدافه، و تمهد له الطريق معنويا، أي أنّه مولد النشاط والفاعلية عند العمل، ويوجد منه نوعان ، هما : التحفيز الداخلي، والتحفيز الخارجي.
     التحفيز الداخلي هو النابع من الذات ومنطلقاً من الإصرار والأفكار والشعور بالمسؤولية. أما التحفيز الخارجي فهو الذي يحدث عن طريق تشجيع الآخرين، أو عطاء (مكافئة) نظير جهود في العمل، أو انعكاس تأثير ظرف إيجابي، وكلهما مهم، وسندرك أيهما أكثر أهمية، لنركز عليه.

     أولاً نريد التفرقة بين الحماس والتحفيز وباختصار شديد، الحماس نتيجة التحفيز، الذي هو أحد أسبابه، فالحماس طاقة العمل ، بينما التحفيز مولد الطاقة والنشاط. بهذه الصورة نحن بحاجة إلى الاثنين؛ لننجز الأعمال.

قد يسأل سائل: كيف أحفز نفسي بنفسي؟ نجيب: عبر عدة طرق ضمن التحفيز الداخلي والخارجي كما فرقنا، وهي:
11-  النظر لنتائج الأعمال بقلب مريد، ونفس عنيدة بالعمل لأجل تحققها فعلا، فمثلاً : لديك امتحان ، من المتوجب المذاكرة والاستعداد بكافة أنواعه، وضع في الحسبان الحصول على درجة كاملة أو حوليها، والظفر بالامتياز، كل هذا يلزم الاجتهاد في المذاكرة والمراجعة وترسيخ المعلومات، وحل المسائل... بشكل جيد يحقق تلك النتائج.

2-  التفكير الإيجابي وطرد التفكير السلبي، سنطرق لهذا الموضوع في المقالة القادمة، ولدينا التفكير الإبداعي. عموماً التفكير الجيد يتعلق بالتخطيط الجيد، وله اسهام كبير في زيادة الثقة بالنفس، والعمل بشكل أقوى لتحقيق الأهداف المرجوة.

3-  تحدي الواقع ومواجهة الكسل، وعدم التدمر والانتصار على كل أمر سلبي، هذا الأمر يجعل طاقتك المحفزة في حال أفضل؛ بسبب اصرارك على درب النجاح والسعي الدؤوب له.

4- الشعور بالمسئولية والخطر المحدق عند التفريط، مما يدفع بصاحبه باتقان أعماله، فمن يعلم أنه سيطرد من عمله، أو سيلقى عقوبات من تهاونه، أو سيجد نتيجة كارثية يتجرع منها طعم الحسرة، مؤكد سيعتبر ويرتدع عن هذا الخلل الحاصل.

5-  السعي نحو المكافآت، والترقيات، وزيادة الراتب، ونيل الحوافز المادية والمعنوية كالتقدير والشكر والتكريمات الاعتبارية، وأي عامل مثير يساعد في القيام بالعمل.

6- البحث عن أشخاص محفزين بطريقة ذكية، أعطي مثالاً ... عندما تقابل شخصاً مبدعاً وتناقشا في أمر التجربة وتستفيد منه، فتنوي بعدها أن تكون مثله، وتنافسه ، وكما أخذنا المنافسة تزيد الحماس.

7-  حافظ على نشاطك بالنوم المبكر، والتمارين الرياضية، والغذاء المتزن، سياتي في قادم المقالات مقالة عن أهمية الرياضة وأنواعها.

8-  تغذية العقل يزيد من الطاقة العلمية والعملية، من خبرات وتجارب وعلوم ومعارف وثقافة نافعة تساعده، والعلم والعمل مترابطان ، وهم ركني من ثلاثية التغيير والتطوير(1).

9-  هنالك طرق أخرى وهذه الأهم في نظري ، ولكم أن تقرأوا من كتاب مئة طريقة لتحفيز نفسك لـ (ستيف تشاندلر) ، تجدونه يعطي مئة نصيحة في تحفيز الذات وأهمها أن تكون صريحاً وشجاعاً مع نفسك، لا ترضخ لها.

     ختاماً التحفيز أمر مهم جداً في تحقيق الأهداف، يتحقق داخليا وخارجيا، وبعدة طرق، لابد أن تولد الطاقة والحماس بداخلنا لكي نعمل ...

كتبه / أبوسعيد عبدالله باوزير العباسي الهاشمي
اليمن – حضرموت – المكلا

يوم الجمعة - 29/ ربيع الثاني / 1438هـ

---------------
(1) أحد دوراتي وأولها التي قمت بإعدادها.

 نذكر بالمقالات القادمة إن شاء الله في الأيام المقبلة لنكمل مقالات العشر الثانية إن شاء الله:
1-  تخلص من الكسل
2-  التفكير الإيجابي والسلبي والإبداعي
3-  علمني بخلي ألا أبخل
4-  علمني جهلي أن اتعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق