الجمعة، 17 فبراير 2017

أبوسعيد العباسي ، جديد المقالات : تخلص من الكسل

تخلص من الكسل


     بسم الله الرحمن الرحيم ، وبه نستعين على أمور الدنيا والدين ، أحبتي الأفاضل ... قد يظهر من العنوان أهمية الموضوع ضمن هذه المقالة ، فقد نعاني خاصة هذه الأيام من الكسل ، الذي يجعلْنا ضعيفي الهمة والانجاز ، ويجعل من طموحاتنا مجرد وهم وأماني مستحيل تحققها ، وقد وعدتكم بهذه المقالة قبل شهر ، شريطة اكمال كتاب علو الهمة الأكثر من رائع الذي أخذ مني قرابة 40ساعة لما يحتوي من موضوعات جعلتني أصنفه ضمن الكتب القيمة الأولى...

     قبل أن تبدأ في أي عمل ، فأنت بين حالين  نشاط أو خمول "كسل" ، معلوم لديكم لا يمكن أن يكون هنالك عمل بدون نشاط ، فالنشاط والحيوية أساس العمل بكفاءة ، أي كلما تخلصت من الكسل و الخمول ، كلما كنت في حال أفضل عند العمل لتحقق في الأخير نجاحاً وانجازاً ضمن انجازات الحياة ، ولكن كيف نتخلص من الكسل؟ حتى نجيب على هذا السؤال يجب أن ندرس الأسباب ثم منها تأتي الحلول لهذه المشكلة ...

     الأسباب خمس باختصار هي : 1- الغذاء المثبط -2- التفكير السلبي -3- الاجهاد -4- الأمراض -5- ضعف الإرادة.
 
     وبعد أن عرفنا الأسباب نتأتي للعلاج من هذه المشكلة فأولا الغذاء المثبط مثل المشروبات الغازية ، والوجبات السريعة ، وأيضاً الأكل الكثير فهو سبب يغفله الكثير منّا  في الكسل والخمول وثقل الجسم الحاصل بنا ، فاحذر ... وركز على أمرين على التنويع بين الأطعمة ، والاكثار من شرب الماء.

     نكمل بقية الأسباب ونستخرج منها الحلول ... التفكير السلبي حيث من استصعب الأمور أو أخذ انطباعاً سلبي بالعجز فمن الطبيعي لن يعمل ، أو فكّر ولم يكن جاداً ... أو لم يفكر أصلاً ليعمل فكان وقت عمل بدون تفكير من الطبعي لن يكون نشيطاً كمن فكّر وقدّر وعمل لأجل هدفاً يرجوه ، لذا فكر بإيجابية وجدية في كل أمر ، ولدي في المقال القادم عن التفكير. أما الاجهاد فهو نتيجة العمل الشاق دون أخذ راحة ، فالإنسان يجب أن يأخذ راحته خاصة النوم لكي يجدد الطاقة ويريح الجسم بكامل اعضائه ، حتى يعمل بشكل أفضل ، فالراحة مهمة ويمكن أن تأخذ أشكال ليست فقط النوم ، فكل ما يحقق لك الراحة احرص عليه لتنفس عن نفسك وتقلل من ضغط العمل.

     لدينا آخرين سببين هما الأمراض وضعف الإرادة ، ومن المعلوم من كان لديه مرض -أي كان- سيكون في وضع صعب لا يحسد عليه ، ولا يمكنه أن يحقق أي انجاز أو عمل ، وعليه أن يحرص على علاج هذه الأمراض قبل تفاقمها ، والحد منها ، والوقاية خير من العلاج ، ولعل أوصيكم هنا بالرياضة الصحيحة التي تساعد الجسم وخاصة الجهاز الدوري والهضمي على عملهما ، وتحرصوا على الوقاية من الأمراض التي تعصف بالناس يومياً مثل الزكام ، والحمى ، والصداع ، وأمراض الجهاز الهضمي ، وأمراض النفسية كالوسوسة ، أما الضغط والسكري فهي تحتاج إلى حذر ... وهكذا فالحد من الأمراض هو السبيل لتحقيق صحة وقوة في اداء العمل ، أما ضعف الإرادة فهي سبب كل سبب ، وهي أخطر الأمراض التي يصاب بها الانسان ، ولا عجب أن موضوع الإرادة منبثق من الهدف أساساً ، فمن لا هدف له ، أي لا نية له ، أي لا ارادة له ، لأجلأن يتحقق ذلك ، فيجب أن نرجع إلى حلقة الوصل النية ، أولاً حدد أهدافك ، ثم كن صادق في نيتك ، كن صادقاً في عملك ، حفز نفسك بنفسك كما أخذنا في المقالة السابقة ، فصدق النية هو الإخلاص وحسن الظن بالنفس بأنها قادرة على العمل ، وقد سمينا هذا بـ الإيمان بالذات وله ثمار وقد أخذناها في مقالة سابقة ، وأيضاً يتربط صدق النية بصدق العمل الذي هو الصبر والعزم  النابعان من الحب ، حب العمل وحب الهدف ... وحتى لا نطيل راجع سلسلة [ أنا المستقبل] موضوعات بداية البداية التي هي هذه ، ومن هنا يكون علاج ضعف الإرادة من الداخل أما من الخارج فيتعلق بالواقع نفسه يجب أن تفرض نفسك عليه ، فأحياناً هنالك ارادة تنافس إرادة ، حاول أن تفرض إرادتك التي تريدها فمثلاً لو تريد أن تنام وأنت تريد أن تذاكر ، فسيحدث هنالك تنافس وحتى تفرض إرادة المذاكرة ، فيجب ان تغسل وجهك وتقوي من عزيمتك وهكذا ، فلا يمكن لأحد أن يتدخل في أمر الإرادة لأنها مما يتعلق بالقلب ، وأنت أدرى بقلبك من غيرك ، فامض وتخلص من الكسل ، وركز على ما يدور في رأسك ، أقصد التفكير بأنواعه الثلاثة ، هذا ما سنأخذه في المقالة القادمة إن شاء الله.
كتبه / أبوسعيد عبدالله باوزير العباسي الهاشمي
اليمن – حضرموت – المكلا

يوم الجمعة - 6/جمادى الأول/ 1438هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق