الجمعة، 17 فبراير 2017

كيف تزيد حماسك تجاه أعمالك وأهدافك ، أبوسعيد العباسي ، مقالة رقم 15

كيف تزيد حماسك تجاه أعمالك وأهدافك


      بسم الله نبدأ ... كما وعدتكم الجمعة الماضية أنني سوف أكتب عن الحماس ، بعد أن تحدثت عن قاعدتي الانجاز والعمل ، ونجد أن الانجاز لا يكون إلا بوجود الحماس والكفاءة معاً ، وقد عرفنا لمن تابع  دورتي التي بعنوان [ ثلاثية التغيير والتطوير] بأن الانجاز يعرف بأنه هو تحقيق هدف معين بتميز وتفوق واتقان ، وحان الوقت أن نتحدث عن الجزئية الهامة وهي الحماس وكيف تزيد هذا الحماس وسوف نذكر أنواعه أيضاً واختصر الموضوع إن شاء الله...

      يعرف الحماس بأنه القوة الدافعة التي تساعدنا على تحقيق أهدافنا المستقبلية ، هذه القوة تفجر بداخلنا القدرات اللامحدودة ،  فهي بالأساس الوقود المحرك لسيارة العمل الذي من خلاله نحقق الاهداف المرجوة ، فتجعل صاحبها في همة وقوة ونشاط وجدية وصبر للقيام بتلك الاعمال مهما كانت ...

     الحماس قد نفتقده أحياناً ، فيسبب لنا مشكلة عند القيام بأي عمل ، ولكن نريد في هذه المقالة خلق هذا الحماس ، وارشاد على الطريقة المناسبة لفعل ذلك ، وزيادة الحماس ليكن في مستوى يساعدنا على تحقيق الانجازات التي نحلم بها ، ولكن في البداية علينا أن نعرف أنواع الحماس لكي نقترب أكثر وبشكل أعمق من هذا الحماس الذي نقصده....

     يقسّم لنا الدكتور إبراهيم الفقي الحماس إلى 11 نوعاً ، هي: الحماس التام ، حماس الضرورة ، الحماس الروحاني ، الحماس الصحي ، الحماس الذهني ، الحماس العاطفي ، حماس التقدير ، حماس الإنجاز ، الحماس المهني ، الحماس المادي ، الحماس الخيالي. أي أنه كثيرة ومتعددة وكل نوع له وضعه الخاص به ، وسريعاً نميّز هذه الأنواع: فالأول يكون للأطفال أي أنه تام ومكتمل ويدفعهم للتحرك والتعلم بكل قوة ونشاط ، والثاني حماس الضرورة ويكون في أوقات الخطر لكي ينجو الانسان بنفسه مما هو واقع فيه ، والثالث الروحاني في أمور التعبيدية لله عز وجل ، والحماس الصحي لأجل صحة الانسان في أكله وسلوكه ، والحماس الذهني الذي ينبع من الأفكار التي يتبناها الانسان نفسه ، والحماس العاطفي ويكون بسبب الحب والعلاقات مع الآخرين ، وحماس التقدير وهو من رضى بالنفس وما تقوم به مما يجعله في حالة تفاؤل وأمل ، وحماس الانجاز وهو ما يأتي من الانجازات السابقة للإنجازات القادمة ، أما الحماس المهني فيكون تجاه العمل ، والحماس المادي هو حماس تجاه المال وجمعه واكتنازه واستثماره ، وأخيراً الحماس الخيالي تجاه المستقبل والماضي بحيث يأخذ منه الدروس والعبر.

     ندخل ونجيب الآن على السؤال: كيف تزيد حماسك تجاه أعمالك وأهدافك؟ والجواب في أربع نقاط:
1-  تقدير الذات وتعظيم أمر الانجاز السابقة فهذا الأمر سوف يخلق لديك حماساً جديداً من حماس الانجاز وحماس التقدير
2-  كن مؤمناً بقدراتك اثناء القيام بأي عمل ، فما تستطيع يجب أن تفعله ، وكن متفائلاً وحاول أن تحفز نفسك بالمحفزات الداخلية والخارجية ، فكل هذا سيولد لديك الحماس المهني ويقويه ، ويعزز الحماس الذهني لديك.
3-  وضوح الرؤية في أمر المستقبل فيما يتعلق بالأحلام والطموحات فهذا يعطي قوة إلى قوتك ، وحتى يكن كذلك فيجب أن تجلس جلسة مع النفس تقرر وتفكر وتقدر الامور ثم تخرج بهذه الرؤية الجديدة عن المستقبل وكما قلنا هذا النوع هو الحماس الخيالي ... وأضف إليه الحماس المادي فالمال مهم في صناعة المستقبل في الجانبين العلمي والعملي.
4-  خذ الأمور كلها منافسة وسباق ، حاول أن تنافس وتكون الأفضل ، فمثلاً في أمر القراءة حاول أن تنافس شخص يقرأ سنوياً مئة كتاب ، نافس الطلاب الذي يحصلون على معادلات ممتازة ، نافس الأشخاص الذين يقومون الليل ويصومون النهار ، نافس هؤلاء ... هم موجودين على هذه الكرة الأرضية وفي زمننا هذا ، نافس كل شخص تزوج بعدما كان عازباً ، اخلق هؤلاء المنافسين إن لم يكن موجودين ، وإذا هم موجودين بالفعل فاثبت نفسك في هذه المنافسة ، وإذا قررت الدخول فيها سوف يزيد حماسك العاطفي ، ولاتنس أن تنافس شخصك القديم الذي كان في الفشل والضياع غارقاً ، حاول أن تثبت أنك خلقت للنجاح والفلاح ولتكن خليفة الله في أرضه الذي كرمه الله بالعقل ودين الإسلام ، نعم هذه المنافسة سوف تزيد من حماسك بصورة لا تتوقعها.

     وبهذا النقاط الأربع نكون قد وفيت بوعدي لكم ، وإن شاء الله في الجمعة القادم نتحدث عن [التحفيز] حفز نفسك بنفسك.
كتبه / أبوسعيد عبدالله باوزير العباسي الهاشمي
اليمن – حضرموت – المكلا

بتاريخ 22/ ربيع الثاني / 1438هـجرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق