التفكير الإيجابي
والسلبي والإبداعي
بسم الله نبدأ ... من كرم الله علينا أن وهب
لنا العقول ، وجعل شغلها الشاغل الذي يدور في الرأس ... التفكير في كل أمر قدير
وجدير ، قال تعالى : { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا
بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ
وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا } [الإسراء:70]
، قال المفسرون : كرّم الله الانسان بالعقل والتفكير عن سائر المخلوقات ؛ ليكن
خليفة الله في أرضه. نعم الأنسان بتفكيره وعقله أفضل من غيره ، ويتميز بهذا ، حتى
بيننا البين نحن البشر التفكير له فعله الفاعل ، فهو الذي يلعب دور كبير في صناعة
المستقبل والحياة ، فإذا قرأت في سيرة أحد العظماء ستجد عظمة التفكير التي أوصلته إلى
هذه العظمة ، والعكس إذا رأيت أحدهم في الشارع ستعرف أن السبب وراء هذا أنه لم
يستخدم عقله - أجزم بذلك - وأنّه رضِيَ بالجلوس في الطرقات ، ويزعم أن البطالة هي
السبب وليس هو!
أخواني الكرام أنواع التفكير ثلاثة:
الإيجابي والسلبي والإبداعي ، ولعلكم قد تملكون قدراً من المعلومات حول هذه
الأنواع الثلاثة ، ولكن نريد أن نؤجز في التفريق بينها ؛ فالإيجابي هو التفكير
الذي يأخذ بصاحبه إلى كل خير ونجاح ومكسب وانجاز ، والسلبي الذي يأخذ بصاحبه إلى
كل سقوط وانتكاس وفشل وشر ، أما الإبداعي فيأخذه به نحو العظمة والعليا والمجد ،
وحتى أعطي الموضوع حقه سوف اتحدث أولاً عن التفكير ثم عن أنواعه كلاً على حده ، ثم
أخيراً عن الإبداع وعلاقته بالتفكير.
عرف أفلاطون التفكير بأنه: (حديث الروح مع
نفسها) ، أي كل ما يدور في الرأس من مناقشات أو أي نشاط عقلي من أجل الوصول إلى حل مشكلة أو اتخاذ قرار ، فهي لهذا
الغرضين أساساً ، فالمشاكل تواجه أي شخص ولا يمكن حلها إلا بالتفكير وكذلك عند
اتخاذ القرارات. الأمر متعلق بالتفكير
ومهارات الإدارة الأربعة التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة ، فالأنسان
دولة بعقله وعمله وتفكيره يجب أن يكون على مستوى جيد لتكن دولته كذلك ...
أول أنواع التفكير ، التفكير الإيجابي ، وهي
أخذ الامور بإيجابية واعطائها حقها من الجهد ، لتحقيق مصلحة من وراء هذا التفكير
تهمُّ صاحبها ، أمثلة ( التفاؤل – النظرة الإيجابية – حسن الظن بالله – التأمل – حل
المشكلات – التعبير عن المشاعر – التفكير المحايد لأخذ موقف محايد – التوجيه
والقيادة - النقد).
واحذروا النوع الثاني التفكير السلبي أو قل:
(الكارثي بما تعنيه الكلمة) ، فهو يجعل من صاحبه عرضة للفشل ويدمر مستقبله بنفسه ؛
حيث أن السبب في ذلك لسوء تفكيره أو عدم التفكير الصحيح السليم ، ومن الامثلة : (
التشاؤم – الوهم – الأماني – النظرة السلبية – التعقيد – التصعيب – عدم الجدية –
التناقض خصوصاً في المشاعر - الحياد
السلبي – التفكير الجزئي ).
أخيراً نأتي للتفكير الإبداعي: هو التفكير
الذي فيه صبغة الإبداع ومهارات التفكير ، ليعطي لنا كل ما هو جديد وفريد من حلول
وأفكار ونحوها ، ومن الامثلة : ( تطوير الأفكار – تجديد الأفكار – البحث عن بدائل –
حول قوية للمشكلة – نظريات علمية – فلسفة فكرية نافعة – أعمال أدبية راقية – مشاريع
تجارية مدروسة – حسن التصرف في المواقف الصعبة )
نأتي لآخر نقطة في المقالة وهي: ما علاقة
الإبداع بالتفكير؟ ولكي نجيب نذكر بوظائف الدماغ الأربع الرئيسية وهي : ( التفكير –
التخطيط – الإبداع – الخيال ) فكلاهما يعتبر من وظائف الدماغ ، ويرتبطان في
التفكير الإبداعي الذي ذكرناه ، وكذلك يرتبطان بالخيال والتخطيط معاً ليكونواً
بذلك أفضل أنواع التفكير ، التفكير الإبداعي الذي يسعى الجميع لبلوغه ، وحتى تصل
لهذا المستوى يجب أن تجتهد في تطوير طرق التفكير ، و أنت أدرى بنفسك من غيرك ،
وتسعى لتوفير بيئة مناسبة ومساعدة لتفكر في أمر مستقبلك أو في أي أمر ... وأعلم أن تستطيع فجميع نملك نفس الدماغ ،
لكن الفرق أن البعض طوّر نفسه ومهاراته ، واستغل قدراته والبعض لا ، فكن من هؤلاء ...
كتبه / أبوسعيد
عبدالله باوزير العباسي الهاشمي
اليمن – حضرموت
– المكلا
يوم السبت - 7/جمادى الأول/ 1438هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق